موضوع: قصه تستحق التثبيت الثلاثاء يونيو 15, 2010 9:08 pm
في أحد المستشفيات كان هناك مريضان هرمين في غرفة واحدة. كلاهما معه مرض عضال. أحدهما كان مسموحاً له بالجلوس في سريره لمدة ساعة يوميا بعد العصر. ولحسن حظه فقدكان سريره بجانب النافذة الوحيدة في الغرفة. أما الآخر فكان عليه أن يبقى مستلقياًعلى ظهره طوال الوقت كان المريضان يقضيان وقتهما في الكلام، دون أن يرى أحدهما الآخر، لأن كلاً منهماكان مستلقياً على ظهره ناظراً إلى السقف. تحدثا عن أهليهما، وعن بيتيهما، وعنحياتهما، وعن كل شيء وفي كل يوم بعد العصر، كان الأول يجلس في سريره حسب أوامر الطبيب، وينظر فيالنافذة، ويصف لصاحبه العالم الخارجي.وكان الآخر ينتظر هذه الساعة كما ينتظرهاالأول، لأنها تجعل حياته مفعمة بالحيوية وهو يستمع لوصف صاحبه للحياة في الخارج: ففي الحديقة كان هناك بحيرة كبيرة يسبح فيها البط.والأولاد صنعوا زوارق من موادمختلفة وأخذوا يلعبون فيها داخل الماء.وهناك رجل يؤجِّر المراكب الصغيرة للناسيبحرون بها في البحيرة.والنساء قد أدخلت كل منهن ذراعها في ذراع زوجها، والجميعيتمشى حول حافة البحيرة.وهناك آخرون جلسوا في ظلال الأشجار أو بجانب الزهور ذاتالألوان الجذابة.ومنظر السماء كان بديعاً يسر الناظرين وفيما يقوم الأول بعملية الوصف هذه ينصت الآخر في ذهول لهذا الوصف الدقيقالرائع.ثم يغمض عينيه ويبدأ في تصور ذلك المنظر البديع للحياة خارجالمستشفى. وفي أحد الأيام وصف له عرضاً عسكرياً.ورغم أنه لم يسمع عزف الفرقة الموسيقيةإلا أنه كان يراها بعيني عقله من خلال وصف صاحبه لها. ومرت الأيام والأسابيع وكل منهما سعيد بصاحبه.وفي أحد الأيام جاءت الممرضةصباحاً لخدمتهما كعادتها، فوجدت المريض الذي بجانب النافذة قد قضى نحبه خلال الليل. ولم يعلم الآخر بوفاته إلا من خلال حديث الممرضة عبر الهاتف وهي تطلب المساعدةلإخراجه من الغرفة.فحزن على صاحبه أشد الحزن. وعندما وجد الفرصة مناسبة طلب من الممرضة أن تنقل سريره إلى جانب النافذة.ولمالم يكن هناك مانع فقد أجابت طلبه.ولما حانت ساعة بعد العصر وتذكر الحديث الشيقالذي كان يتحفه به صاحبه انتحب لفقده.ولكنه قرر أن يحاول الجلوس ليعوض ما فاته فيهذه الساعة.وتحامل على نفسه وهو يتألم، ورفع رأسه رويداً رويداً مستعيناً بذراعيه،ثم اتكأ على أحد مرفقيه وأدار وجهه ببطء شديد تجاه النافذة لينظر العالم الخارجي. وهنا كانت المفاجأة!!.لم ير أمامه إلا جداراً أصم من جدران المستشفى، فقد كانتالنافذة على ساحة داخلية. نادى الممرضة وسألها إن كانت هذه هي النافذة التي كان صاحبه ينظر من خلالها،فأجابت إنها هي!!فالغرفة ليس فيها سوى نافذة واحدة.ثم سألته عن سبب تعجبه، فقصعليها ما كان يرى صاحبه عبر النافذة وما كان يصفه له. كان تعجب الممرضة أكبر، إذ قالت له:ولكن المتوفى كان أعمى، ولم يكن يرى حتى هذاالجدار الأصم، ولعله أراد أن يجعل حياتك سعيدة حتى لا تُصاب باليأس فتتمنىالموت. ألست تسعد إذا جعلت الآخرين سعداء؟ إذا جعلت الناس سعداء فستتضاعف سعادتك، ولكن إذا وزعت الأسى عليهم فسيزدادحزنك. إن الناس في الغالب ينسون ما تقول، وفي الغالب ينسون ما تفعل، ولكنهم لن ينسواأبداً الشعور الذي أصابهم من قِبلك.فهل ستجعلهم يشعرون بالسعادة أم غيرذلك. وليكن شعارنا جميعا وصية الله التي وردت في القرآن الكريم: "وقولوا للناسحسنا
حسبي الله ونعم الوكيل لاحول ولاقوة ألا بالله أخوكم طيـــــــــر شلوه المرسومــي
ابو حمزه الجبوري عضو فعال
عدد المساهمات : 92نقاط : 25674السٌّمعَة : 0
موضوع: رد: قصه تستحق التثبيت الأربعاء يونيو 16, 2010 4:41 am
أخي طير شلوه المرسومي أبدعت بكل ماتعنيه الكلمه من ابداع فلاتحرمنا طلتك الرائعه وتجعلنا نتسائل عنك اجعل نفسك غني عن تلك التساؤلات موضوع في قمه الروعه بارك الله فيك قصه تستحق التثبيت بمجهود قلمك نترقى ونلمع في عالمنا الشبكي لك ودي وعبير وردي اخوك ابو نجم