المرأة المسلمة كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة. أن المرأة المسلمة النقية تصوم شهر "رمضان ونفسها معمورة بالإيمان مقتدية بالهدي النبوي ووصايا الرسول الكريم: أن من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم له من ذنبه" متفق عليه.
وتتخلق بأخلاق الصائمات الحافظات ألسنتهن وأبصارهن وجوارحهن عن كل مخالفة عملا بالهدي النبوي حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم" متفق عليه.
والمرأة المسلمة الواعية تضاعف من الأعمال الصالحات في شهر رمضان حتى تنال ثمرات الصيام وهذه الثمرات يذكرها محمود المصري في كتابه ا"لسلسلة الذهبية" بعض ثمرات الصيام منها: صحة البدن وسلامة الأذهان وتصحيح أفكارها فإن الحرارة الغريزية يثيرها الجوع والعطش فيقوى إدراكها لفهم المعاني ويكثر تدبرها لما من الأعمال الصالحة وتقوية العقل والحد من النسيان فإن كثرة الأكل تكثر الرطوبة في الجسد وتوجب البلادة في الطبع.
وكذلك فقد حركت الأعضاء للطاعات, فإن الشبع يرخي الجسد ويقتضي التثاقل عن العبادة والإبطاء عن الإجابة إليها, كما أنه يساعد على خذلان أعوان الشيطان ونصر أحباء الرحمن ويؤدي إلى رقة القلب وغزارة الدمع وإجابة الدعاء وذلك من علامة اللطف والاعتناء وفرحة عند لقاء الله بصيامنا.. وفرحة عند الفطر وليس المراد بالأكل والشرب بل فرحة بتوفير الأجر عند تمام الصوم وسلامته عن قاطع يقطعه عليه.
وكذلك صيانة الجوارح عن استرسالها في المخالفات والمباهاة به يوم القيامة ودخول الجنة من باب الريان.
ولاغتنام ثمرات الصيام يوصي الرسول صلى الله عليه وسلم بصالح الأعمال في رمضان حتى نفوز بثواب الصيام ومن هذه الأعمال: التفرغ لقراءة القرآن: قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام: أي رب أني منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه, يقول القرآن: رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه, فيشفعان" رواه أحمد والحاكم.
التحلل من المظالم, حيث يجب على المرأة المسلمة ألا تصوم وتصلي وتتصدق عنهم تهدي كل حسناتها لمن كان لهم عندها مظلمة حيث يوصي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ويقول: "من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أي شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته, وإن لم تكن له حسنات, أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه" رواه أحمد.
مصالحة الجميع ونسيان الخصومات: ينبغي على المرأة أن تنسى الخصومات التي بينها وبين الناس وخاصة إذا كانوا من الأقارب لأن صلة الرحم واجبة.
يوصي الرسول صلى الله عليه وسلم "تعرض الأعمال في كل اثنين وخميس فيغفر الله لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا إلا أمرأ كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول اتركوا هذين حتى يصطلحا" أخرجه مسلم.
وكذلك الحرص على الصدقة والزكاة في رمضان: قال أوصى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم واجب الصدقة للمرأة فعن زينب الثقفية امرأة عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تصدقن يا معشر النساء ولو من خليكن", قالت: فرجعت إلى عبد الله بن مسعود فقلت له: إنك رجل خفيف ذات اليد "يعني قليل المال" وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بالصدقة فأته فاسأله فإن كان يجزي عني "أي إن كان دفع زكاتي إليك يصح" وإلا صرفتها إلى غيركم فقال عبد الله: بل أئته أنت, فانطلقت فإذا امراة من الأنصار بباب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره أن امرأتين بالباب تسألانك: أتجزي الصدقة عنهما على أزواجهما وعلى أيتام في حجورهن? ولا تخبره من نحن, فدخل بلال على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هما امرأة من الأنصار وزينب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الزيانب هي? قال امرأة عبد الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهما أجران القرابة والصدقة.
والمرأة المسلمة تخرج زكاة مالها إن كانت ذات مال وسعة توجب عليها الزكاة فتحصي ما لديها من مال كل سنة بتوقيت دقيق محدد وتخرج منه ما يتوجب عليها دفعه من هذه الفريضة فلا تتلكأ المرأة المسلمة في إخراج الزكاة وإنفاقها في مصارفها المشروعة بذريعة أنها امرأة وغير مكلفة بالنفقة أصلاً وذلك يعد فهما قاصرا للدين.
لأن الزكاة فريضة مالية تعبدية محددة فرضها الله على كل مسلم ملك النصاب سواء كان رجلا أم امرأة غير أن حبسها وإنكار شرعيتها نكراء وكفراً يقاتل المرء عليه ويهدر دمه حتي يؤديها كاملة كما بينتها أحكام الدين, ويذكر المتعال محمد الجبري في كتابه المرأة في التصور الإسلامي: المسلمة تخرج زكاة حليها إذا بلغ نصابا فكان وزنه عشرين مثقالا ذهبا - أي 85 جراما.
فقد روي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأتان في أيديهما أساور من ذهب, فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتحبان أن يسوركما الله يوم القيامة أساور من نار?, قالتا: لا: قال: فأديا حق هذا الذي في أيدكما".
وقيمة ما تخرجه المرأة أو الرجل من زكاة الذهب أو الفضة 2.5% لما بلغ النصاب والنصاب هو العدد الأدنى الذي تجب فيه الزكاة.
وليس المهم أن تكون الصدقة عظيمة, وإنما على كل امرئ ما يستطيعه وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب فإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها كما يربي أحدكم فلو أو فصيلة حتي تكون مثل الجبل".
