قبيلة الجبور
هي إحدى قبائل زُبيد من مذحج، يمانية الأصل من قحطان ، نزحوا إلى نجد من اليمن ثم تفرقوا في أرض الجزيرة العربية وما جاورها .
ويعود نسب القبيلة إلى الفارس الصحابي عمرو بن معد يكرب الزُبيدي القحطاني وتعددت الروايات حول عدد الأجداد فيما بين السلطان جبر والذي تُنسب له قبيلة الجبور وبين الفارس عمرو بن معد يكرب الزُبيدي إلا أن المتوارث لدى أبناء القبيلة والمأثور عندهم بان نسب السُلطان جبر هو على النحو التالي : السلطان جبر بن مكتوم بن محجوب بن بهيج ( ملك البر ) بن ذُبيان بن لهيب بن عامر بن صهيب بن حبيب بن حسين بن عبد الله بن حازم بن مزحم بن منجم بن عيادة بن غالب بن غازي بن فارس بن جميش بن مرهج بن كاظم بن عكرمة بن ثور بن الفارس عمرو بن معد يكرب بن ربيعه بن عبد الله بن عمرو بن عاصم بن عمرو بن زُبيد الأصغر(منبه) بن ربيعه بن سلمة بن مازن بن ربيعه بن زُبيد الأكبر(منبه) بن صعب بن سعد العشيرة بن مالك ( مذحج ) بن أدد بن زيد بن يشجب بن عُريب بن كهلان بن عبدالشمس ( سبأ ) بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
الهجرة ظاهرة اجتماعية واقتصادية ونفسية وتشترك فيها مجموعة عوامل وأسباب تحث الناس على ترك بيوتهم وكسر صلاتهم بأهليلهم وذويهم وعلى الانتقال من محل إلى آخر. وان ظاهرة كهذه لا يمكن إرجاعها إلى عـامل أو سبب واحد لأن هذه الأسـباب عـلاقات مركبة بحـيث يتعذر- لغـرض
التأكد من العوامل المسببة إبقاء بعض تلك العوامل ثابتة ،وأخرى متغيرة. وهناك مظهران لدوافع الهجرة… أولهما سلبي والثاني إيجابي…وقد تكون الهجرة بسبب البحث عـن فـرص لـلعمـل ومستـوى معـاشي أفـضل وفي هـذه الحالة فإن مـجتمع الـوصل يمثل قـوة طاردة للمهاجر.
وبعض الهجرات-الكبيرة والجماعية-تغير من بعض أحداث التاريخ أحياناً، وبعضها يخلق أوضاعاً جديدة لم تكن موجودة أصلاً…والجبور من أهم العشائر العربية التي عانت من ظروف الهجرة، حيث كان أجدادهم في اليمن ثم هاجروا إلى نجد فالعراق ثم الشام فالعراق ونجد مرة أخرى وهكذا… وكانت هجرتهم أغلبها فردية دون أن تكون مع عشائر أخرى، ويبدأ تاريخ الجبور وهجراتهم من نجد. ونجد هي بقعة من الأرض تقع في شبه الجزيرة العربية ، وهي مرتفعة قليلاً عن باقي الأراضي المجاورة لها ومن هذا التميز أخذت اسمها، يحدها من الغرب الحجاز، ومن الشمال العراق، ومن الشرق الإحساء والبحر ، وهذه المنطقة الصحراوية موطن قبائل البادية. العراق هو البلد الذي اختاره جبر بعد رحيله من منطقة نجد، ولا عجب في ذلك الاختيار فقد كان هذا الجزء الصغير من العالم- العراق - محط أنظار القبائل العربية جميعاً بلا استثناء فخيراته كثيرة وموارده المالية هائلة وأراضيه خصبة وواسعة تزيد من يزرعها، وجاء جبر إلى العراق مع أقاربه وأبنائه ما عدا خالد ، وسارت به الأقدار نحو منطقة بدرة حيث نزلت معه قبائل زبيد في أطراف الصحراء الممتدة بين بلاد فارس والعراق، إلا أن إقامته لم تدم طويلاً في تلك الأماكن لسبب ما… وكان الخيار الآخر هو السير بصورة أفقية غرباً حيث عبروا نهر الفرات وساروا باتجاه وادي حوران ونزلوا قرب آبار المحيوير وقد أعجبته هذه البقعة النائية واتخذ لنفسه مكاناً فيها فهي صحراوية وقريبة من موارد المياه وتعتبر امتداداً طبيعياً لبيئته السابقة نجد…
وفي هذا الموقع الجديد توطدت علاقة السلطان جبر مع العشائر العربية وخاصة قبيلة طي القوية التي كانت تحكم أجزاء واسعة من برية العراق والشام. ولكن الصحراء لا تعرف الهدوء دائماً، وقبيلة زبيد لم تكن بعيدة عن حمى هذا التقاتل وخاصة بعد حصول مذبحة آل مرة الشهيرة، مما حد بالسلطان جبر بالهجرة مرة أخرى إلى نجد قرب آباره في مدينة الأتيمة في السعودية ، حيث ازدادت مكانته أكثر فأكثر حتى أصبح من الرجال المشهورين، وفي هذا المكان بالذات توفي السلطان جبر ودفن في البقعة التي شهدت صباه وأحبها من قلبه… وهنا دخلت زبيد عصراً جديداً إذ بقي جبارة بن جبر مكان أبيه وورث عنه كل شيء، أما عبيد جد العبيد فإنه غادر المنطقة إلى البادية الممتدة شمال نجد…وكان لجبارة ولدا اسمه بشر وأمه سعبر بنت جبرين ، وتشاء الأقدار أن تصاب أرض نجد بالقحط بعد وفاة جبارة بفترة من الزمن ، مما اضطر الجبور زبيد الهجرة إلى بلاد الشام حيث منطقة الخابور وكذلك بسبب مضايقات قبيلتي شمر وعنزة في أراضي نجد…وفي هذه الفترة لم يكن استقرار الجبور نهائي بل كانوا يتنقلون في منطقة بادية الشام وكانوا يرجعون إلى نجد أيضاً ويبقون لسنوات طويلة ثم يعودون… ولكن بعد سنة 1600 أصبح الجبور يسيطرون على حوض الخابور في سوريا بأكمله وبكافة الأراضي الزراعية الخصبة واستطاعوا إزاحة قبائل شمر وعنزة والبكارة والموالي وغيرها والتي كانت قد سبقتهم إلى هذا المكان وأصبح الخابور بمدنه وخاصة دير الزور مناطق خاصة للجبور حتى أن العامة أطلقت على شيوخ الجبور بأمراء الدير نسبة إلى دير الزور. كما أن الجبور استطاعوا السيطرة على الضفة اليمنى لنهر الفرات بأكملها بعد وصول أعداد كبيرة من الجبور من نجد وغيرها من المناطق… وهكذا أصبحت مدن دير لزور والحسكة وتل الرمان والبصيرة وجبل العروسي وجغجق ورأس العين وغيرها من المناطق خاضعة لنفوذ قبيلة الجبور ويشكلون فيها الأغلبية .ولكن هـذه النتائج الإيجابية التي جناها الجبور جعلتهم موضع حسد
العشائر الأخرى وخاصة القادمة من مناطق أخرى…فشكلت تحالفاً عشائرياً ضخماً مؤلفاً من أكثر من ثلاثين عشيرة ضد الجبور تحت مسمى تحالف عشائر العكيدات ومنهم شمر، عنزة، العكيدات، ، الراشد ، طي ، عبادة ، البو بدران ، البكارة ، وغيرها، وكانت قيادة هذا التحالف العشائري بقيادة شيخ عشيرة البو جمال محمد الهفل، والذي أصبحت القيادة العامة بيده باعتباره أن أغلبية المقاتلين من عشيرته وبمساندة والي منطقة دير الزور، وكان يقود جحافل عشيرة الجبور الشيخ محمد أمين الملحم ، ولم يكن قد جاوز الثلاثون عاماً من عمره… وبسبب قلة خبرة الشيخ محمد أمين وضخامة التحالف العشائري سقطت مدينة البصيرة عاصمة الجبور عام 1800م مما اضطر الجبور إلى الانسحاب إلى مناطق الصور شمال البصيرة في حين دخل الفاتحون الجدد بقيادة ابن هفل تلك المدينة التي يقدسها الجبور والمدفون فيها معظم شيوخهم الكبار مثل الشيخ عيسى والشيخ حمد وغيرهم… إضافة إلى أن السلطان جبر سكنها لفترة غير قصيرة وبنى حولها سوراً طينياً… وهنا بدأت أكبر نقطة تحول في تاريخ الجبور حيث بدأت أولى طلائع هجراتها الحقيقة من الشام إلى العراق وبصورة كبيرة جدا في حين بقيت أقسام قليلة تتحين الفرصة لاستعادة مركزهم في تلك المدينة…وبقي الجبور يقاومون العكيدات ومن تحالف معهم مدة 75 عاماً حتى تدخلت الدولة العثمانية فأخذت الأراضي من الطرفين ولكن في تلك الفترة أي قبيل عام 1870 كان الجبور قد أصبحوا أقلية في الخابور، فقام الشيخ العبد ربة بالهجرة مع القسم الأكبر المتبقي… وبعدها تركز الجبور في حوض دجلة في الفرات من شمال الموصل وحتى جنوب بغداد…إذ إن للجبور ولعاً غريباً في السكن على ضفاف الأنهار وقرب مصادر المياه علماً أن موجة من الهجرة جرت أيضاً في زمن الناصر والد الشيخ العبد ربة قام بها أربعة من شيوخ الجبور أطلق عليهم أسم المحاميد وهم الشيخ محمد العابد السلطان جد الفاضل الخطاب) والشيخ محمد الداغر (جد الشاهر السلمان والشيخ محمد أمين الملحم والشيخ محمد الناصر وقيل أنهم بقوا في العراق عدة سنين وعادوا
مرة أخرى إلى الخابور… أما عندما انتهت الحرب العالمية الأولى فقد خمدت الهجرة نوعاً ما عند الجبور لتموت تماماً عند تشكيل الحكم الوطني في العراق بداية العشرينات… وعموماً يمكن إجمال هجرة عشائر الجبور إلى عدة مراحل…
المرحلة الأولى :
هجرتهم مع جيش مراد الرابع عام 1048هـ /1638م حيث تم رحيل بعض العشائر العربية لتوطينها قرب بعض العتبات المقدسة فالعبيد وبعض السامرائيين استوطنوا الأعظمية ، وبنو تميم استوطنوا الكاظمية، والجبور استوطنوا باب الشيخ أي قرب ضريح الشيخ القادر الكيلاني وقسم منهم قرب الشيخ معروف الكرخي علماً أن جماعة باب الشيخ تشتتوا بعد ذلك في حين بقي جماعة الشيخ معروف.
المرحلة الثانية :
بعد خراب الحلف الذي تشتت فيه الجبور وخاصة الكضاة بعد العام 1700م في منطقة دير الزور وتقاتلهم مع بعهم البعض ثم بعدها بسنوات هجرة البو طعمة…
المرحلة الثالثة :
مرحلة سقوط البصيرة بأيدي التحالف العشائري الذي قادته العكيدات وأكثر من ثلاثين عشيرة أخرى ضد الجبور عام 1800م وهاجرت فيه نصف عشيرة البو خطاب والبو سالم وبعض الهياجل…
المرحلة الرابعة :
هجرة عشائر الهياجل عام 1835م إلى العراق وعودة بعضهم بعد ذلك ثم استقرار القسم الأعظم منهم في العراق بعد ذلك ثم هجرة العبد ربه بعد العام 1850.
بتصرف من موسوعةتاريخ ونسب قبيلة الجبور لمؤلفها عبدالله السالم