منتديات مرسومي
نشيط
منتديات مرسومي
نشيط
منتديات مرسومي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات مرسومي

مرسومي وأفتخر
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 خطبة عن الشهرة

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الشيخ المرسومي
كبار الشخصيات
كبار الشخصيات
الشيخ المرسومي


عدد المساهمات : 161
نقاط : 25887
السٌّمعَة : 6
ذكر

خطبة عن الشهرة  Empty
مُساهمةموضوع: خطبة عن الشهرة    خطبة عن الشهرة  Emptyالجمعة سبتمبر 24, 2010 6:50 am

الشهـــــرة


الحمد لله بنعمته أهتدى المهتدون ، و بعدله ضل الضالون ، أحمده سبحانه و أشكره حمد عبد نزه ربه عما يقول الظالمون ، و أتوب إليه وأستغفره ، سبحانه عما يصفون ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، لا يسئل عما يفعل و العباد يُسألون ، و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبد الله و رسوله الصادق المأمون، اللهم صل و سلم و بارك عليه و على آله و أصحابه ، و من هم بهديه مستمسكون .

أمّــــــا بعــــــد :

فأوصيكم ـ أيها الناسُ ـ و نفسي بتقوى الله سبحانه ، و عدَمِ الإغترار بهذه الدنيا ؛ فإنها حُلوةٌ خضِرةٌ غرَّارَة ، قلَّ من تعلَّق بها فَسَلِمَ ، و مَا مدَّ أحَدٌ عينَيه إلى مَتاعِها إلاَّ و أشرأبَّتْ نفسُهُ و قارَبَ الفِتنَةَ ، أو حام حولَ حِمَاها ، السعيدُ مَن جعلها مطيةً للآخِرة ، فصارَت له دارَ ممرٍّ لا داَر مقرّ ، وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى [طه: 131].

أيُّها الناسُ ، طَبعُ الإنسانِ الجهول أنّه ميَّالٌ إلى حبِّ المحمدَة و نيل الشهرة و إنتشار الصِّيت و السمعة ، و نفسُه توَّاقةٌ إلى أن يُشارَ إليه بِالبَنان ،

أو أن يكونَ هو حديثَ المجالِس ، أو أن يُسمَع قولُهُ ، أو يُكتب قولُهُ .

و الواقع أنَّ مَن هذه حالُهُ فإنّه لا يحبّ أن يكونَ على هامِش الاهتمام ،أو في مؤخِّرة الركب ، أو في دائرة الرِّضا بالدُّون . و مثل هذا الطبعِ يُعَدّ أمرًا جبلِّيًّا إلى حدٍّ ما ؛ لا يُعاب مطلقًا ، و لا يُحمَد مطلقًا ؛ لأنَّ الإطلاق في كلا الأمرين مُوقِعٌ في خللٍ غيرِ محمود ؛ إذ أن صاحبَه سيظلُّ مُتأرجِحًا بين إِفراطٍ و تَفريط ، و القاعدةُ المنصِفة تشير إلى أن خيرَ الأمور هو الوَسَط ، و أنّ كلا طرَفَي قصدِ الأمور ذميم .

و مِن هذا المنطَلَق ـ عبادَ الله ـ جاءَتِ الشريعةُ الغرَّاءُ بالدَّعوةِ إلى كلِّ خيرٍ ، و إلى كلِّ ما يُوصِلُ إلى هذَا الخير ، و جاءَت بالنَّهي عن كلِّ شرٍّ ،

و عن كلِّ ما يوصل إلى هذَا الشر ؛ فأصبَحَ الحلال بيِّنًا و الحرام بيِّنا ، غيرَ أنّ بينهما أمورًا مشتبهات ، فمن وقع في الشبهات وقع في الحرام ؛ كالرّاعي يرعى حول الحمى يُوشِكُ أن يرتع فيه .

و إنَّ مما حُذِّر منه في الشرع المطهَّر و جاء التحذير من مغبَّته هو حبّ الشهرةِ و الظهور ، الداعِي النفس المريضة إلى تعلُّق القلبِ بتأسيسِ بنيان السّمعةِ على شفا جرفٍ هار ، و قديماً قيل " حب الظهور قصم الظهور" إذ من خصائص الشهرةِ أنها تؤزُّ المرء إلى المغامَرة أزًّا ، و يُدَعَّى إلى تبريرِ كلِّ وسيلة مُوصِلة إليها دعًّا ، و هنا مكمَنُ الخطر و محلُّ الداء .

حبُّ الشهرةِ – ياعباد الله - مظِنَّةُ الانحراف ، و طريق الشّذوذ عن الجماعَة ، و سُلَّمُ الإعجابِ بالنفس و الإعتداد بالرأي ، إضافةً إلى اقتفاءِ غرائبِ الأمورِ ، و عدمِ الأخذ بالنصح و الرجوع إلى الحق .

الشهرة سربالُ الهوَى و غربال حبِّ المخالفة ، من اشتَهَر تعرَّض للفتنة ، و من تعرَّض للفتنة لم يسلم من عواقبها . حبُّ الشهرةِ مرضٌ عُضال يورِث الأنانيّةَ و حبَّ الذات و الإعجابَ الذي يقضي على معرفةِ عيوب النفس .

نرى الشخصَ قد علا و حلّق في جوِّ الشهرة ، و جاز فيها مسارحَ النظَر ، ثم انحَدر بعد هذا و تدهوَر و عفا رسمُهُ ، فصار أثرًا بعد عين ، و خبرًا بعد ذات .

و قد يُساقُ المرء فرحاً إلى الثناء و الشهرة و تخليد الذكر ، فإذا أخَذ مأخذَه لم يكَد يخطو خطوَةً حتى تتعثَّر أقدامه ، و يزل في مهاوي الردى ؛

لأنَّ طالبَ الشهرة أسيرٌ لخوفٍ لا ينقطع و إشفاقٍ لا يهدأ ، قلِقٌ مُتلفِّتٌ تُقيةَ صَيدِ صائد أو انتقاد متربص ، و ربما ماتَ في طلبِ الشّهرة و لم ينَل منها شيئًا يقرِّبه إلى الله جل و علا .

قال ابن عبد البر :

" الإعجابُ آفةُ الأحباب ، و من أُعجِب برأيه ضلَّ ، و من استغنى بعقلِه زلَّ " .

معاشر الأحبة : إنَّ من أشدِّ العوائق عن كمالِ الانصياع للحق و لزوم الجماعة و البعد عمَّا حرّم الله حبَّ الشهرة و الصِّيت ؛ لأنّه متى لامَسَت الشهرة قلبَ المرء بزخرفها حجَبَتْه عن نورِ الجماعة و الثباتِ على الطريق المستقيم و الرجوع إلى الصواب عند الزلَل ، مهما كانت الشهواتُ المتاحة أمامه .

و القارئون للتاريخ سيجِدون كمًّا كبيرًا من ضحايَا حبِّ الشهرة دوَّن التأريخ عِبرتهم ، و صاروا مثلاً لكل مُتَّعِظ . يقول ابن خلدون في مقدّمته المشهورة :

" قلَّما صادَقَتِ الشهرة و الصّيت موضِعها في أحدٍ من الناسِ ، فكثيرٌ ممن اشتهَر بالشّرّ و هو بخلافه ، و كثيرٌ ممّن تجاوَزت عنه الشهرةُ و هو أحقُّ بها ،و قد تُصادِفُ موضِعَها و تكون طبقًا على صاحبها .

و إنّ أثَرَ الناس في إشهارِ شَخصٍ ما يدخُلُه الذهولُ و التعصُّب و الوَهم و التشيُّع للمَشهور ، بل يدخله التصنُّع و التّقرُّب لأصحابِ الشهرة بالثناءِ

و المدح و تحسين الأحوال و إشاعة الذكر بذلك . و النفوس مُولَعةٌ بحبّ الثناء ، و الناسُ متطاوِلون إلى الدنيا و أسبابها ، فتَختَلُّ الشهرة عن أسبابها الحقيقيّة ، فتكون غيرَ مطابقة للمشتهر بها " انتهى معنى كلامه .

عبادَ الله ، إن خطورةَ طالبِ الشهرة و عاشقِها ليست من الأخطار القاصِرة على نفس المشتهِر فحسب ، بل إنها مِنَ المخاطر المتعدّيَة إلى غيره ،

و الخطرُ المتعدِّي أولَى بالرّفع و الدّفع من الخَطَر القاصر ؛ لئلا يتضرَّر به الآخرون ؛ إذ أن عاشق الشهرة لو تُرِك له المجال فسيُفسِد في الآخرين مِن حيث يشعُر أو لا يشعر ؛ لأنّ شهرته حجَبَت عنِ الناس الفرزَ و التنقيَة في باب التلقِّي عنه ، و شهرتُه ستوجِد له أتباعًا و أَشياعًا من قبل الأغرار من الناس و دهماء المجتمعات .

و قد أشار ابن قتيبةَ يرحمه الله إلى مثل هذا بقوله : " و الناسُ أسراب طيرٍ، يتبعُ بعضهم بعضًا ، و لو ظهَر لهم من يدَّعِي النبوةَ مع معرِفَتهم بأنّ رسول الله خاتم الأنبياء أو ظهر لهم يدَّعِي الربوبيّةَ لوَجَد على ذلك أتباعًا و أشياعًا " انتهى كلامُه .

و مع هذا كلِّه – يا إخوة الإيمان - فإنَّ حبَّ الشهرة داءٌ مُنصِفٌ يفتِكُ بصحابِه قبل أن يفتِك بغَيره ؛ فما أحبَّ أحدٌ الشهرةَ و الرياسةَ إلا حَسَدَ و بغَى

و تتبَّعَ عيوبَ الناس و كرِه أن يُذكَر أحدٌ بخير ، لا ينظُر إلا إلى رضا الناس ، و من تتبَّع رضا الناس فقد تتبَّع سراباً .

و لنأخُذ الحكمة ممن جرَّبَها و خاضَ غِمارها رغمًا عنه ، فعرَفها و عرَف خطَرَها ،و حذَّر منها مع أنَّ شهرتَه كانت شهرةَ حقّ و ثبات على الدين .

فها هو الإمامُ أحمد رحمه الله إمامُ أهل السنّة يقول : " مَن بُلِي بالشهرةِ لم يأمَن أن يفتِنوه ، إني لأُفكِّرُ في بدء أمري ؛طلبتُ الحديث و أنا ابن ستّ عشرة سنة " .

ثم إن الشهرة ـ عباد الله ـ قد تكون بالشذوذ و المخالفة للحقِّ كما أسلَفنا ، و قد تكون أيضًا في قول الحقّ و إظهاره ، فمن قال الحقَّ ليشتهر به فهو مُراءٍ

و واقعٌ في أتُّونِ الشرك الخفيِّ الذي حذَّر منه النبي .

و الواجب على المرء أن يقولَ الحقَّ و لا يتراءى به ؛ لأنه ربما أعجَبَته نفسُه ، و أحبَّ الظهورَ فيُعاقَب ، فكم من رجلٍ نطَق بالحقّ و أمر بالمعروف فيُسلَّط عليه من يؤذيه لسوءِ قصدِه و حبِّه للشهرة و الرياسة الدينيّة ؛ و هذا داءٌ خفيٌّ سارٍ في النفوس .

فإذَا كان هذا فيمَن قالَ الحقَّ لينالَ الشهرة ؛ و جمع محمدةً واحِدة وهي قولُ الحق ، و مذمَّةً واحدة و هي حب الشهرة ، فكيف إذَن بمن جمع مذمَّتَين : قول الباطل من أجل الشهرة ، عافانا الله و إياكم من الفتن .

أيها المسلمون : إنّ طالبَ الشهرة و التصدُّر بالباطل تُرضيه الكلمة التي فيها تعظيمُه و إن كانت باطلاً ، و تُغضِبُه الكلِمة التي فيها ذمُّه و إن كانَت حقًّا ،

و المؤمِن تُرضِيه كلِمة الحقّ له و عليه ، و تُغضِبه كلِمة الباطل له و عليه ؛ لأنّ الله يحبّ الحق و الصدق و العدل ، و يُبغِض الكذب و الظلم .

و حسبُنا في ذلك وصيّة الصادق المصدوق عليه أفضل الصلاة و التسليم ، فقد قال صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم Sad( إذا رأيتَ شُحًّا مُطاعًا و هوًى متبعًا و إعجابَ كلّ ذي رأي برأيه فعليك بخاصّة نفسك ، و دَع عنك العوام )) رواه أبو داود و الترمذي .

و يا لله ! ما أصدَقَ كَلام المصطفى إذ يقول : (( حقٌّ على الله أن لا يرتفع شيءٌ من الدنيا إلا وضعه )) رواه البخاري .

ألا فاتقوا الله عباد الله ، و ابتعدوا عن كل مايرديكم، وأخلصوا لله في أقوالكم و أعمالكم ، اعملوا لأخراكم ، والتمسوا رضا مولاكم ، و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر .

بارك الله لي و لكم في القرآنِ و السنّة ، و نفعني و إياكم بما فيهما من الآياتِ و الذّكر و الحكمة ،
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمد
كبار الشخصيات
كبار الشخصيات



عدد المساهمات : 5
نقاط : 24955
السٌّمعَة : 0
ذكر

خطبة عن الشهرة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة عن الشهرة    خطبة عن الشهرة  Emptyالجمعة سبتمبر 24, 2010 7:51 am

بارك الله فيك وجعل هذه المقاله في ميزان حسناتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشيخ المرسومي
كبار الشخصيات
كبار الشخصيات
الشيخ المرسومي


عدد المساهمات : 161
نقاط : 25887
السٌّمعَة : 6
ذكر

خطبة عن الشهرة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة عن الشهرة    خطبة عن الشهرة  Emptyالسبت سبتمبر 25, 2010 6:53 am

احمد كتب:
بارك الله فيك وجعل هذه المقاله في ميزان حسناتك

وفيك بارك اخوي أحمد
مرور طيب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فراس
كبار الشخصيات
كبار الشخصيات



عدد المساهمات : 66
نقاط : 25683
السٌّمعَة : 0
ذكر

خطبة عن الشهرة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة عن الشهرة    خطبة عن الشهرة  Emptyالإثنين سبتمبر 27, 2010 4:48 pm

جزاك الله خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://shbabmrsome.yoo7.com/
الشيخ المرسومي
كبار الشخصيات
كبار الشخصيات
الشيخ المرسومي


عدد المساهمات : 161
نقاط : 25887
السٌّمعَة : 6
ذكر

خطبة عن الشهرة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة عن الشهرة    خطبة عن الشهرة  Emptyالثلاثاء سبتمبر 28, 2010 7:45 pm

ابن دخيل المرسومي كتب:
جزاك الله خير


جزاكم ربي

مرور طيب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خطبة عن الشهرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات مرسومي :: //أقسام متنوعة// :: الدعوه الى الأسلام-
انتقل الى: